سيد عبد القادر عبد الله (الحاج زايد)

ولد في 14/11/1921 م بحي الدراسة في مدينة القاهرة، وأحس بميله للخط العربي وعمره 5 سنوات قبل دخوله المدرسة، حتى أنه كان يكتب ما يراه من لافتات المحلات التجارية على الأرض بالحجر الأبيض، وعندما دخل المدرسة وعمره 6 سنوات كان يكتب في اللوح الإردواز (هذا اللوح كان يسلم إليهم لتعلم الكتابة فيه) وكان يراه المدرس وهو يكتب على هذا اللوح، وبعد أن يكمل كتابته يأخذ اللوح ويحجزه لديه ويسلمه غيره، وكان التلاميذ الأطفال زملاؤه يحبون أن يكتب لهم أسماءهم، فكانوا ينزعون لورقتين اللتين في وسط الكراسة، فيكتب لهمن الأسماء في ورقة، ويحصل على الورقة الثانية كأجر له عن كتابته هذه الأسماء لهم. وفن الخط الذي وهبه الله له منذ الطفولة كان من أسباب عدم إكمال الدراسة الأكاديمية؛ إذ أنه شهادة يتمنى الدارسون أن يدرسوا ويمتحنوا لينجحوا، ثم يحصلوا على الشهادة التي وهبه الله إياها منحة من لدنه. وقد عمل الحاج زايد في وزارة الأشغال، ثم بدأ يعمل في شركة شل أعمالاً دقيقة في مجال الخط والرسم والزخرفة والجدولة والهندسة، وفي سنة 1952م طلبت الشركة أن يعين بها فاستقال من الوزارة، وظل بها حتى تأممت الشركة عام 1964م، وكان للشركة مجلة شهرية كان له فيها لوحة خطية، وكانت الشركة تطبع لوحة فنية مع إمساكية في شهر رمضان من كل عام هدية توزع في جميع محطات الشركة في الجمهورية. والحاج زايد يمتاز بالخلق الكريم والمثالية، ومن عداد الأتقياء الصالحين، ولقد أضفى جمال الخط في يده جمالاً في نفسيته، وسموا في أخلاقه، ونورانية في روحه، ثم رقة في معاملته، وعذوبة في لسانه. وتجده في منزلة بالملابس البيضاء،
وعلى طهارة دائمة ووضوء مستمر، كما أنك تحس بالروحانية عند جلوسك في منزله، فتجد حولك من أصول اللوحات القرآنية بما تحمله من معان سامية، مكتوبة بالخطوط المجودة بيده، وملونة بالأسلوب الفني، والتي يحتوي بعضها على الرسم والزخرفة والتذهيب بيده الدقيقة. وقد ابتدع الحاج زايد أشكالاً لم يسبقه إليها أحد مستخدمًا براعته في الخط والرسم، وكان قمة ذلك كتابته للقرآن الكريم في لوحات معجزة فريدة من نوعها، وقد منح بسببها براءة اختراع. كتب الحاج زايد ربعة وسنه 28 سنة، وهذه الربعة عبارة عن القرآن الكريم وهو ثلاثين جزءًا، كل جزء في كتاب مستقل، ويبدأ كل جزء من أول الصفحة وينتهي الجزء بنهاية آخر صفحة فيه، وكان قد تأخر طباعتها لأسباب خاصة، ثم قامت أخيرًا شركة الشمرلي بطبعه عام 1990م، وهو أول مصحف مكتوب من أربعين سنة، وليس يماثله مصحف آخر في وقته. ومن الطريف أنه عندما عُين مدرسًا بمدرسة تحسين الخطوط كان عندما ينتهي من الدرس، ويدخل بعده سيد إبراهيم فلا يسمح السبورة ويُحْضِرُوا له كرسي، فيقف عليه حتى يكتب السطر فوق سطر الحاج زايد، وينقلوا الكرسي عدة مرات محافظة على سطر الحاج زايد. كتب الحاج زايد 5 مصاحف، وكل مصحف اختلف في طريقة كتابته وتقسيمه عن باقي المصاحف، وما ذلك إلا عطاء وفضل من الله، وفضل الله يؤتيه من يشاء من عباده. درجت عادة بعض الخطاطين على الطعن في بعضهم البعض، ولكن الحاج زايد له رأى في ذلك إذ يقول: (الجودة الخطية عطية من الله أخذ كل خطاط نصيبه منها –الذي قسم الله به – فلا يصح أن يعترض أحد على كتابة أحد، أو يطعن في عدم معرفته- لأن هذا هو نصيبه الذي أخذه من الله). لقد جدد الحاج زايد أسماء الرسول –صلى الله عليه وسلم- في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بطريقة مبتكرة رائعة، حفظه الله تعالى وأكثر من أمثاله، وإن هذا الرجل الفذ ذو الروح الملهمة، والعطاء المبتكر، وصاحب الموهبة الأصلية في الرسم والزخرفة والخط، والذي كتب المصاحف بابتكارات لم يسبق أحد به. له لوحات فنية رائعة مبتكرة في أنواع الخطوط الخاصة به وحده، وخاصة الخط الفارسي.